من طرف lili الإثنين يونيو 29, 2009 11:47 pm
يوشع بن نون عليه السلام
3 - أخذ العهود والمواثيق من أهل الكتابين
فلما أمر تعالى عباده المؤمنين بالوفاء بعهده وميثاقه الذي أخذه عليهم على لسان عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وأمرهم بالقيام بالحق, والشهادة بالعدل, وذكرهم نعمه عليهم الظاهرة والباطنة فيما هداهم له من الحق والهدى, شرع يبين لهم كيف أخذ العهود والمواثيق على من كان قبلهم من أهل الكتابين: اليهود والنصارى, فلما نقضوا عهوده ومواثيقه أعقبهم ذلك لعناً منه لهم, وطرداً عن بابه وجنابه, وحجاباً لقلوبهم عن الوصول إلى الهدى ودين الحق, وهو العلم النافع, والعمل الصالح,
وهكذا لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ليلة العقبة, كان فيهم اثنا عشر نقيباً:
ثلاثة من الأوس: وهم
أسيد بن الحضير,
وسعد بن خيثمة,
ورفاعة بن عبد المنذر, ويقال بدله أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه,
وتسعة من الخزرج وهم:
أبو أمامة أسعد بن زراة,
وسعد بن الربيع,
وعبد الله بن رواحة,
ورافع بن مالك بن العجلان,
والبراء بن معرور,
وعبادة بن الصامت,
وسعد بن عبادة,
وعبد الله بن عمرو بن حرام,
والمنذر بن عمر بن حنيش رضي الله عنهم
فكان هؤلاء عرفاء على قومهم ليلتئذ عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك, وهم الذين ولوا المعاقدة والمبايعة عن قومهم للنبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة .
قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى, حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي, عن مسروق قال:
كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن, فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن, هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك, ثم قال: نعم, ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل" هذا حديث غريب من هذا الوجه
وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة, قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً" ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي, فسألت أي ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال "كلهم من قريش" وهذا لفظ مسلم.
ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحق ويعدل فيهم, ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم,
بل وقد وجد منهم أربعة على نسق
وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر, وعمر, وعثمان, وعلي, رضي الله عنهم,
ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس, ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة, والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره,
فذكر أنه يواطىء اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه, فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً,
وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامرا, فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية, بل هو من هوس العقول السخيفة, وتوهم الخيالات الضعيفة, وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم .
وفي التوراة البشارة بإسماعيل عليه السلام, وإن الله يقيم من صلبه اثني عشر عظيماً, وهم هؤلاء الخلفاء الاثنا عشر المذكورون في حديث ابن مسعود وجابر بن سمرة,
وبعض الجهلة ممن أسلم من اليهود إذا اقترن بهم بعض الشيعة يوهمونهم أنهم الأئمة الاثنا عشر, فيتشيع كثير منهم جهلاً وسفهاً لقلة علمهم وعلم من لقنهم ذلك بالسنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم (تفسير ابن كثير)
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته