بسم الله الرحمان الرحيم
ما اللغة الاولى التي تحدث بها الانسان الأول، ونعني هنا آدم عليه السلام? التي تحدث بها في شطري حياته: حياته في الجنة، وحياته في الارض? وقد ترجحت أقوال المفسرين والقصاص والإخباريين بين اللغتين العربية والسريانية? لكن الاشكال يظل حاضرا? ما لغة الجنة? وما لغة الارض? ويرى بعض المفسرين أن العربية لغة الجنة? لكن اخرين يردون بأنها لغة اهل النار ايضا? بماذا تحدث ادم اذن? هل غير لغته بعد نزوله الى الارض? وتقحم الاسطورة الانسانية ايضا لحل الاشكال ومما يذكر أن بعض ملوك السريان قرر ان يعرف اصل اللغة ومن ثمة اللغة الاولى، فوصى برضيع ولد للتو أن تتكفل به إحدى الخادمات ووصاها بألا تتكلم أمامه بأي لغة كانت، وبعد بلوغه سن الكلام نطق باللغة السريانية.. لكن اللسانيات الحديثة تقول بأنه سيرطن بكلام مبهم غير مفهوم.. إن اصل اللغة يطرح من وجه آخر من وجهين? هل اللغة توقيفية أي صادرة عن الله تعال? أو اصطلاحية -صنيعة بشرية- والشيء نفسه بالنسبة للخط العربي مثالا..فما اللغة الأولى?
وجود اللغة يعود في القدم مع نشأة الخلق و هذا واضح من آيات بدأ الخلق في القرآن الكريم. و لا بد من وجود لغة واحدة تجمع الكل في بداية الأمر ثم تفرعت منها مختلف اللغات, و يرجح بعض علماء الإنثروبولوجيا بأن اللغة العربية هي اللغة الأم و بطبع لم تكن تامة التناسب و التناسق مثل الفصحى و لكنها تحتوي على نفس الحروف. و قالوا أيضا بأن شبة جزيرة العرب هي الموطن الأصلي للوجود البشري, قسم العلماء العربية إلى ثلاثة أقسام
الأولى: العربية العرباء أي الصافية أو الأصلية, و هي أساس اللغات كلها حتى القسم الثاني و الثالث منبثق منها.
الثانية: العربية السومرية و هي التي انتشرت في العراق و فارس و متدت شرقا.
الثالثة: العربية الفينيقية أو السورية, و هي التي انتشرت في بلاد الشام أو ما يعرف بسوريا قديما.
و أنه من المعلوم أن جزيرة العرب كانت تحوي جنات و بساتين و أنهار و هذا مذكور في حديث صحيح و هو من أحاديث علامات الساعة الصغرى ( لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجا و أنهارا ) أو كما قال صلى الله عليه و سلم, و أظهرت المسوحات الجيولوجية في الجزيرة أن طبقات الأرضية تدل على أن المنطقة كانت خضراء. و عندما بدأ الجفاف يجتاح الجزيرة بدأت القبائل بالنزوح إلى مناطق الماء و الخضرة, و من هنا بدأت رحلة انتشار البشرية, فكل الحضارات الإنسانية يعود أصلها إلى هذه المنطقة و لغاتهم تعود إلى واحدة من هذه اللغات الثلاثة و التي هي في نهاية المطاف تعود إلى العربية العرباء. و الناظر إلى التاريخ القديم نظرة سريعة سيجد أن أقدم و جود إنساني كان في جزيرة العرب و العراق و الشام.
و من أراد الاستزادة في هذا الباب فيمكنه مراجعة برنامج أ.د. أحمد داود (التاريخ الحقيقي للعرب) و هذا البرنامج مسمى على كتاب للعالم الإنثروبولوجي الفرنسي بيير روسي.
لو نظرنا إلى قوله تعالى ( وعلم آدم الأسماه كلها ) لوجدنا في لفظة كلها إشارة إلى التعميم أي أن الله علم آدم جميع الأسماء ولو نظرنا إلى الأسماء المجردة في مختلف اللغات الحية في عصرنا لوجدنا أنها تحوي مختلف الحروف التي - وحدها فقط اللغة العربية - تحتويها بينما ينقص حرف او أكثر من غيرها من اللغات وقد يكون هذا دليل على أن اللغة العربية هي أصل اللغات جميعها ولذلك جعلها الله لغة الدين الكامل والباقي إلى قيام الساعة
هذا والله أعلم
>>> آراء متعددة عن أصل اللغة <<<
BARBY