[size=16]ما الذى يمكن ان تتسبب به نظرة بريئة من فتاة بريئة فى قلب شاب غر بل وفى حياته ومصيره؟؟؟.. وهل حقا هناك نظرة بريئة من فتاة تجاه شاب ؟؟.. أم ان الشاب هو الذي يسيئ تفسير أى نظرة من أى فتاه اذا التقت عيناها بعينيه مصادفة؟؟.. وخاصة اذا استمر هذا اللقاء بين العيون للحظات اوثوان وبالذات اذا تكررت هذه النظرات لعدة مرات فى نفس الموقف؟؟.....
وما معنى هذه النظرات من جانب الفتاة؟؟.. وان لم تكن تقصد شيئا لماذا تستمر بتكرار النظرات تجاه الشاب؟؟.. اليست تلك دعوة صريحة للشاب بأن يعجب بالفتاة بل ويغازلها؟؟؟..
كنت اركب الاتوبيس متوجها لعملى فى الصباح وما ادراكم ما الاتوبيس (الباص) كما يقول اخواننا فى الخليج ولكنه ليس كأى باص فلمن لا يعلم الاتوبيس عندنا فى مصر هو فى حجم وشكل الباص فى الخليج ولكن هيهات لباص الخليج ان تكون له نفس الامكانيات التى للاتوبيس فكما ان اخواننا فى الخليج يعيشون فى رفاهية ورغد من العيش- اللهم لا حسد- فايضا الباصات لديهم مرفهه بالنسبة للاتوبيس عندنا- اللهم لا اعتراض- والذى يحمل فى المرة الواحدة حمولة عشرين باصا ويقول هل من مزيد؟؟؟؟....
المهم اننى وضعت احدى قدمى داخل الاتوبيس والاخرى مازالت خارجه وحشرت جسدى حشرا بين الاجساد ثم تركت نفسى لقوة الدفع الذاتى لتنقلنى من آخر الاتوبيس حتى اوله تلقائيا ودون مجهود منى حيث كلما ركب شخص يدفع الذى امامه للامام وكلما نزل شخص تحركت الاجساد لتملأ الفراغ وهكذا قرب مكان عملى ساجد نفسى اوتوماتيكيا امام باب النزول وعند مكان العمل تماما سيركب احد الاخوة وبالتالى ستدفعنى الاجساد لاجد نفسى على الارض تماما فى الوقت والمكان الذى اعمل فيه..!!!! بالله عليكم اليس هذا تقدما تكنولوجيا؟؟؟؟
نعود للاتوبيس وبينما انا اقترب من محطة الوصول اذ لاحظت صراعا لطيفا بين شابين يقفان امامى على لفت انتباه فتاة جميلة الملامح صغيرة السن ذات عينين واسعتين خضراوين تجلس فى مقعد مجاور لمكان وقوفهما بينما الفتاه كانت توزع النظرات بينهما بالتساوى حتى اننى اصبحت فى حيرة من الأمرترى لمن منهما تميل الفتاة؟؟...
وتتطور الصراع بينهما ليأخذ منحى آخر فلم يعد مجرد سباق للفوز بنظرات من الفتاة وحسب بل وأكثر من ذلك أصبح قتالاعلى الجلوس بجوارها حيث وضح أن الرجل المسن الذى يجلس بجوارها يهم بالقيام وترك مقعده حيث كان على وشك النزول وكان الشاب الذى يلى المقعد اقوى بنيانا من الآخر ووضح لى أن المعركة محسومة لصالح الاول لولا انه فى هذه اللحظة حدث ما لم يتوقعه الشاب المفتول العضلات اذ قام الآخر النحيل وفى اطار المنافسة (الشريفة) بينه وبين جاره- الذى يلتصق به - بدفعه دفعة مفاجئة كادت أن تسقطه أرضا لولا انه لا يوجد اى حيز للسقوط فيه فالاجساد متراصة كالبنيان المرصوص ولاتوجد اى فراغات بينها!!!
هذا التصرف جعل الشاب الآخر يغتاظ غيظا بدا واضحا فى احمرار عيينيه واذنيه مع زفرة قوية اتسعت لها فتحتا انفه..!!
المهم أن صاحبنا صرخ فى وجه جاره موبخا اياه مانحا اياه اسم جديد يختلف قليلا عن اسمه الحقيقى..الذى منحه اياه والده يوم ولد..!! لكن الآخر لم يقبل المنحة ..حيث انه ربما لم يعجبه الحيوان الذى يحمل هذا الاسم فاعاد اليه الاسم مانحا اياه له ولوالده!!!!
تطور الامر قليلا..بعدما تدخل بعض الاخوة الركاب ( اولاد الحلال )مستفهمين بنظراتهم عن الشخص الذى حصل على هذا اللقب الجديد..مما جعل صاحبنا يشعر بالحرج خاصة مع التفاته من الفتاة الشابة موضوع النزاع فشعر ان نظرتها اليه تحمل تساؤلا عما سيكون رد فعله تجاه هذه الاهانة التى لحقت به..فاندفع يكيل للآخر الاتهامات له ولافراد عائلته فردا فردا وهى اتهامات بالتأكيد لا يملك عليها أى دليل لان الاشياء التى اتهمه بها لا يمكن ان يكون هناك شهودا عليها لانها لاتحدث الابوجود اطراف الجملة الفعلية فقط الفعل والفاعل والمفعول به!!!..وبالتالى فلو حضر اى طرف آخر فسيتوقف الفعل وبالتالى لا يمكن لأحد ان يزعم أنه كان شاهد عيان لهذه الوقائع!!
المهم ان الامر كان يزداد تطور كلما تطلعت الفتاة الحسناء باتجاه الرجلين عندئذ تزداد الحمية لدى كلا منهما..وادى الامر الى محاولة احدهما انهاء المشكلة على طريقته ليثبت للحسناء ان لديه دماءا تجرى فى عروقه فرفع يديه باتجاه وجه الآخر وعندما عادت تأكدت الحسناء وتأكدنا جميعا من ذلك فقد سالت دمائه امامنا ولم يكن ينقصنا الا ان نحللها لنعرف فصيلة دمه وعموما لم نحرم من هذا الامر أيضا فقد أخبرونا بفصيلة دمه فى المستشفى لأنه كان بحاجة ماسة الى نقل دم عاجل وكانت فصيلته من نوع نادر غير موجود بالمستشفى لذا كانو بحاجة الى متبرعين بالدماء له!!!!
أما الشخص الآخر فعندما توقف الاتوبيس لنقل المصاب الى المستشفى فقد كان محشورا فى وسط الاتوبيس تماما لذلك لم تفلح محاولاته للهرب الى ان تسلمه احد العسكر من حراسة المستشفى ليتم عمل محضر له وينقل الى قسم الشرطة قيد التحقيق ...
أما الفتاه فقد نزلت ايضا امام المستشفى ولكن ليس لتطمئن على الشاب المصاب... بل لانها تعمل فى جمعية مجاورة للمستشفى خاصة بالمكفوفات ..فقد كانت الفتاة صاحبة اجمل عيون ..... مكفـوفة !!!!!!...
[/size]