مرت عقارب الساعة سريعاً .. الساعة الآن الثامنة والنصف صباحاً .. آه ه.. تأخرت على العمل ..
ربما إهتمامى الزائد بمظهرى هو سبب تأخرى .. : أين علبة البرفان؟!.. - ربما "ألترامارين" هو نوع العطر المفضل لدي - .. نزلت مسرعاً أسابق درجات السلم .. فالأسانسير عطلان أو هكذا يزعم البواب دائماً ..
وفى الطابق الثالث .. : قالت بصوت خافت عذب .. لو سمحت .. حضرتك الأستاذ / ممدوح .. صَمتُ قليلاً .. : لا لست أنا .. ممدوح فى الدور الخامس .. أقصد السادس .. هو عادة بينزل متأخر .. : مِرْسِى .. ثم تركتنى و .....
ــ لا أعلم تمنيت أن أكون أنا ممدوح فعلاًً
لم يستغرق الحديث غير ثوانى قليلة ..
ولكن صوتها ظل يتردد فى أذنى .. بل ما زالت عينها أمام عينى ــ
لم تغب عينى عنها وأنا أستأنف النزول ولكن ... عندها خانتنى قدمى وأظننى وصلت إلى الدور الأول سريعاً .. ولكن على ظهرى ..
ما هذا .. الساعة الآن الثانية عشر ظهراً .. تأخرت على العمل .. آآآآه ه ه .. أين أنا .. ومن جاء بى إلى هنا ..
: أجابتنى إمرأة كأنها ممرضة من هيئتها .. : إحنا هنا فى خدمتك .. وإنت هنا فى مستشفى الحكمة .. إن شاء الله ترتاح يومين عندنا وتقدر تروح ..
: يومين .. ليه .. أنا إيه اللى حصل لى .. ومين اللى جابنى هنا ..
: الأشعه تمام .. لكن كدمات فى الظهر .. وإن شاء الله تتحسن بسرعه ..
وعلى فكره الآنسه ساره موصيه عليك جداً ..
: الآنسه ساره مين ؟..
: بنت الدكتور مجدى مدير المستشفى .. هى اللى جابتك بعربيتها .. وباين إنها بتعزك جداً ..
: أسيبك ترتاح .. ولو إحتجت أى شيئ أنا فى هنا خدمتك و انا إسمى ريم
: شكراً
جلست أتذكر ما حدث .. آخر شيئ أذكره - تلك الفتاة على السلم .. صوتها .. ونظراتها .. ثم ..
أيُعقل أن تكون هى التى ........
ثم سمعت صوتاً
: أهلاً آنسه ساره إتفضلى .. هو موجود فى غرفة 3 وفاق من ربع ساعه بس .
: السلام عليكم .. ممكن أدخل !..
( معقول .. لم أستطع التحدث .. ولكن بالفعل هى )
: ألف سلامه عليك .. أتمنى تكون أحسن
: أومأت برأسى نعم .. مع إبتسامة خفيفة من شدة الألم ..
: قلقتنا عليك جداً .. ياريت تخلى بالك بعد كده
قلت لها : شكراً ليكى .. وآسف لو كنت تعبتك أو أشغلتك معايه ..
إبتسمت وقالت : دا أقل واجب .. وبعدين إنت ما تعرفش إنك غالى عندنا ولا إيه ..
قلت : غالى عندكم .. إنتم مين .. وبعدين هو حضرتك تعرفينى قبل كده ..
إبتسمت مرة أخرى وكانت البسمة لا تفارق شفتيها وقالت : أنا ساكنة فى العمارة اللى جنبك
.. وكنت بشوفك بإستمرار .. ودايماً بابا بيقول عليك إنك شاب محترم ومؤدب وبيشكر فيك كثير .. بس مش عارفه ليه ..
قلت لها : بس تعرفى إنك السبب فى اللى حصللى
قالت مرتبكة : أنا .. ليه
قلت لها : بصراحه عينك هى السبب ..
إبتسمت على إستحياء وقالت : أسيبك دلوقتى علشان ترتاح .. وإن شاء الله أعدى عليك بكره أطمن عليك ..
باى ..
: مع السلامه
( على وعد إن شاء الله بتكملة " إرحلى " فإستمروا معى )
عدل سابقا من قبل himazima في الخميس يوليو 02, 2009 12:08 am عدل 1 مرات