[b]“القاهرة - الإسكندرية - الغردقة” مثلث سياحي مصري، يحمل بين أضلاعه مفردات ومقومات مختلفة تجذب زواره وتنتقل بهم بين الحضارات الفرعونية واليونانية والرومانية والإسلامية والمسيحية، بجانب السياحة الترفيهية .
فموقع مصر الفريد في قلب العالم جعلها مقصداً للسياح من مختلف الدول، ومن هذا المنطلق نظمت هيئة السياحة المصرية رحلة لزيارة معالمها وآثارها المتعددة وذلك ضمن برنامجها الترويجي لتعريف العالم بمواقعها المختلفة .
بداية الرحلة كانت زيارة للأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع والتي تقع فوق هضبة الجيزة وتحيط بها المئات من المصاطب والمقابر للملوك والنبلاء، وبمجرد الوصول إلى موقع الأهرامات الثلاثة تتعلق الأعين بالتصميمات الفريدة التي أبدعها الفراعنة، فالهرم الأكبر والذي يعد أشهر بناء في العالم شيده الملك خوفو في العام 2650 قبل الميلاد ويصل ارتفاعه إلى 137 متراً وقد استخدم في بنائه ما يقرب من 2،5 مليون قطعة حجرية على مساحة 230 متراً، أما الهرم الثاني فبناه الملك خفرع إلى الجنوب الغربي من هرم أبيه وعلى غراره ويصل ارتفاعه إلى 136 متراً، ومازالت أجزاؤه العليا تحتفظ بطبقة من الطلاء الجيري وطول قاعدته 215،5 متر وله مدخلان من الناحية الشمالية، أما الهرم الأصغر فبناه منكاورع إلى الجنوب الغربي من الهرمين السابقين وهو أصغر منهما بكثير حيث يبلغ ارتفاعه 62 متراً ويمتاز بأن الجزء الأسفل من جدرانه مازال مكسوا بطبقة من الجرانيت .
ولم تتوقف فرادة التصميمات في هذا المكان الأثري عند الأهرامات الثلاثة، بل هناك أيضا تمثال أبو الهول الذي يمكن اعتباره من أشهر الآثار في العالم، وهو تمثال أسطوري له جسم أسد ووجه إنسان، طوله حوالي 70 متراً وارتفاعه 20 متراً، ويعتقد العلماء أن وجه أبو الهول قريب الشبه من الملك خفرع .
ولم يقتصر سحر القاهرة على زيارة الآثار الفرعونية بل يتعدد جذب السياح بين قلعة صلاح الدين الأيوبي والمتحف المصري ومنطقة خان الخليلي واستقلال المراكب العائمة في نهر النيل .
الإسكندرية عروس المتوسط
وعلى بعد حوالي 230 كيلومتراً من القاهرة تقع الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الاسكندر المقدوني الذي أمر بإنشائها العام 331 قبل الميلاد في موقع قرية صغيرة تسمى راقودة، وصارت عاصمة لمصر الإغريقية الرومانية ومركزاً للثقافة والحضارة وتشع فكرا في العالم كله، واحتلت مكانة مرموقة ترمز إليها منارة “فاروس” وهي المنارة الأسطورية التي كانت إحدى عجائب الدنيا السبع .
وتتعدد المقاصد السياحية في الإسكندرية على مدار العام، وإلى جانب التنزه بجوار الكورنيش الفريد الذي يمتد إلى حوالي 40 كيلومتراً، توجد قلعة الإسكندرية القديمة، وكانت بمثابة خط الدفاع الأول عن الإسكندرية، وبجانب القلعة توجد العديد من المعالم الإسلامية ممثلة في مسجد المرسي أبو العباس الذي شيد على الطراز الأندلسي بأربع قباب ومئذنة شاهقة الارتفاع ويوجد أيضاً مسجد العطارين الذي يرجع تاريخ بنائه للقرن الرابع عشر ويقع بجوار مسجد قديم أسسه عمرو بن العاص ويعرف بمسجد الألف عمود.
وتضم الإسكندرية أيضاً عدداً من الآثار منها عمود السواري والمتحف اليوناني الروماني ومقابر الشاطبي وكوم الشقافة والمسرح الروماني، ولكن تظل مكتبة الإسكندرية من أهم المزارات التي يقصدها السياح، حيث تم انشاؤها بالقرب من المكتبة القديمة التي تأسست منذ 2300 سنة في ظل العصر البطلمي وكانت مجمعاً ثقافياً وفكرياً فريداً يتردد عليها العلماء من جميع أنحاء حوض البحر المتوسط، ولكنها تعرضت للحرائق مرتين وأتت على كل ما تحتويه من كتب، وفي العصر الحديث تبنت الحكومة المصرية مشروعا لإحياء مكتبة الإسكندرية ونجحت في إنشاء تصميم معماري فريد في منطقة الشاطبي وتم افتتاحها في العام 2002 وتضم حالياً 600 ألف كتاب، الى جانب عدد من المتاحف ومكتبة للمكفوفين والقبة السماوية .
الغردقة لؤلؤة البحر الأحمر
من عروس المتوسط إلى الغردقة لؤلؤة البحر الأحمر والتي تبعد عن القاهرة 500 كيلومتر وتتميز بجوها البديع صيفاً وشتاء، كما أن صفاء مياهها جعلها مركزاً للجذب السياحي لهواة الغوص الذين يتمتعون برؤية الشعب المرجانية وتنوع الأحياء المائية .
وتتاح للسياح فرصة مشاهدة أعماق البحر من خلال القوارب ذات القاع الزجاجي والغواصات التي أعدت بأحدث الوسائل التكنولوجية العالمية، كما تضم الغردقة عدداً كبيراً من الفنادق والقرى السياحية بمختلف مستوياتها والتي تنظم برامج ترفيهية وفنية، كما تنتشر في الغردقة مجموعة من المطاعم والبازارات .
12,8 مليون سائح
نتيجة لمقومات مصر السياحية نجحت العام الماضي في جذب 12،8 مليون سائح بزيادة قدرها 15،3% من العام 2007 ووصل عدد الليالي السياحية إلى 129 مليون ليلة في 2008 مقارنة مع 111 مليون ليلة في 2007 ووصل الدخل السياحي المصري في 2008 إلى 10،9 مليار دولار .
ولكن في ظل الأزمة المالية العالمية تأثرت السياحة المصرية في الربع الأول من العام الجاري وتراجعت الإيرادات بنسبة 9%، ولذلك تم وضع خطة لاستيعاب السائح العربي ووضع البرامج التي تجذبه مثل المهرجانات الدينية والتي ستصاحب شهر رمضان المقبل، الى جانب تنظيم رحلات للطيران العارض بين مصر وكل من الإمارات والكويت وسوريا، مع وضع ضوابط صارمة لعدم التفرقة في أسعار الفنادق بين السائح العربي والأجنبي .
(دار الخليج)[/b]
فموقع مصر الفريد في قلب العالم جعلها مقصداً للسياح من مختلف الدول، ومن هذا المنطلق نظمت هيئة السياحة المصرية رحلة لزيارة معالمها وآثارها المتعددة وذلك ضمن برنامجها الترويجي لتعريف العالم بمواقعها المختلفة .
بداية الرحلة كانت زيارة للأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع والتي تقع فوق هضبة الجيزة وتحيط بها المئات من المصاطب والمقابر للملوك والنبلاء، وبمجرد الوصول إلى موقع الأهرامات الثلاثة تتعلق الأعين بالتصميمات الفريدة التي أبدعها الفراعنة، فالهرم الأكبر والذي يعد أشهر بناء في العالم شيده الملك خوفو في العام 2650 قبل الميلاد ويصل ارتفاعه إلى 137 متراً وقد استخدم في بنائه ما يقرب من 2،5 مليون قطعة حجرية على مساحة 230 متراً، أما الهرم الثاني فبناه الملك خفرع إلى الجنوب الغربي من هرم أبيه وعلى غراره ويصل ارتفاعه إلى 136 متراً، ومازالت أجزاؤه العليا تحتفظ بطبقة من الطلاء الجيري وطول قاعدته 215،5 متر وله مدخلان من الناحية الشمالية، أما الهرم الأصغر فبناه منكاورع إلى الجنوب الغربي من الهرمين السابقين وهو أصغر منهما بكثير حيث يبلغ ارتفاعه 62 متراً ويمتاز بأن الجزء الأسفل من جدرانه مازال مكسوا بطبقة من الجرانيت .
ولم تتوقف فرادة التصميمات في هذا المكان الأثري عند الأهرامات الثلاثة، بل هناك أيضا تمثال أبو الهول الذي يمكن اعتباره من أشهر الآثار في العالم، وهو تمثال أسطوري له جسم أسد ووجه إنسان، طوله حوالي 70 متراً وارتفاعه 20 متراً، ويعتقد العلماء أن وجه أبو الهول قريب الشبه من الملك خفرع .
ولم يقتصر سحر القاهرة على زيارة الآثار الفرعونية بل يتعدد جذب السياح بين قلعة صلاح الدين الأيوبي والمتحف المصري ومنطقة خان الخليلي واستقلال المراكب العائمة في نهر النيل .
الإسكندرية عروس المتوسط
وعلى بعد حوالي 230 كيلومتراً من القاهرة تقع الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الاسكندر المقدوني الذي أمر بإنشائها العام 331 قبل الميلاد في موقع قرية صغيرة تسمى راقودة، وصارت عاصمة لمصر الإغريقية الرومانية ومركزاً للثقافة والحضارة وتشع فكرا في العالم كله، واحتلت مكانة مرموقة ترمز إليها منارة “فاروس” وهي المنارة الأسطورية التي كانت إحدى عجائب الدنيا السبع .
وتتعدد المقاصد السياحية في الإسكندرية على مدار العام، وإلى جانب التنزه بجوار الكورنيش الفريد الذي يمتد إلى حوالي 40 كيلومتراً، توجد قلعة الإسكندرية القديمة، وكانت بمثابة خط الدفاع الأول عن الإسكندرية، وبجانب القلعة توجد العديد من المعالم الإسلامية ممثلة في مسجد المرسي أبو العباس الذي شيد على الطراز الأندلسي بأربع قباب ومئذنة شاهقة الارتفاع ويوجد أيضاً مسجد العطارين الذي يرجع تاريخ بنائه للقرن الرابع عشر ويقع بجوار مسجد قديم أسسه عمرو بن العاص ويعرف بمسجد الألف عمود.
وتضم الإسكندرية أيضاً عدداً من الآثار منها عمود السواري والمتحف اليوناني الروماني ومقابر الشاطبي وكوم الشقافة والمسرح الروماني، ولكن تظل مكتبة الإسكندرية من أهم المزارات التي يقصدها السياح، حيث تم انشاؤها بالقرب من المكتبة القديمة التي تأسست منذ 2300 سنة في ظل العصر البطلمي وكانت مجمعاً ثقافياً وفكرياً فريداً يتردد عليها العلماء من جميع أنحاء حوض البحر المتوسط، ولكنها تعرضت للحرائق مرتين وأتت على كل ما تحتويه من كتب، وفي العصر الحديث تبنت الحكومة المصرية مشروعا لإحياء مكتبة الإسكندرية ونجحت في إنشاء تصميم معماري فريد في منطقة الشاطبي وتم افتتاحها في العام 2002 وتضم حالياً 600 ألف كتاب، الى جانب عدد من المتاحف ومكتبة للمكفوفين والقبة السماوية .
الغردقة لؤلؤة البحر الأحمر
من عروس المتوسط إلى الغردقة لؤلؤة البحر الأحمر والتي تبعد عن القاهرة 500 كيلومتر وتتميز بجوها البديع صيفاً وشتاء، كما أن صفاء مياهها جعلها مركزاً للجذب السياحي لهواة الغوص الذين يتمتعون برؤية الشعب المرجانية وتنوع الأحياء المائية .
وتتاح للسياح فرصة مشاهدة أعماق البحر من خلال القوارب ذات القاع الزجاجي والغواصات التي أعدت بأحدث الوسائل التكنولوجية العالمية، كما تضم الغردقة عدداً كبيراً من الفنادق والقرى السياحية بمختلف مستوياتها والتي تنظم برامج ترفيهية وفنية، كما تنتشر في الغردقة مجموعة من المطاعم والبازارات .
12,8 مليون سائح
نتيجة لمقومات مصر السياحية نجحت العام الماضي في جذب 12،8 مليون سائح بزيادة قدرها 15،3% من العام 2007 ووصل عدد الليالي السياحية إلى 129 مليون ليلة في 2008 مقارنة مع 111 مليون ليلة في 2007 ووصل الدخل السياحي المصري في 2008 إلى 10،9 مليار دولار .
ولكن في ظل الأزمة المالية العالمية تأثرت السياحة المصرية في الربع الأول من العام الجاري وتراجعت الإيرادات بنسبة 9%، ولذلك تم وضع خطة لاستيعاب السائح العربي ووضع البرامج التي تجذبه مثل المهرجانات الدينية والتي ستصاحب شهر رمضان المقبل، الى جانب تنظيم رحلات للطيران العارض بين مصر وكل من الإمارات والكويت وسوريا، مع وضع ضوابط صارمة لعدم التفرقة في أسعار الفنادق بين السائح العربي والأجنبي .
(دار الخليج)[/b]