كتابة ورسوم: د.شريف عرفة
أدركت.. أن الحياة مليئة بالصعاب, التي لن تنتهي أبدا.
فكان اختياري هو أن أتعلم كيف أواجه هذه الصعاب حين تحدث..
-فما الممتع في الحياة إذا لم تكن فيها تحديات؟
-لو كان اليوم كالأمس، فأين روعة الحياة؟
-لو لم تكن هناك صعوبات، فأين متعة النجاح والفوز؟
تعلمت أن أغير طريقة تفكيري، كي أستطيع التعامل مع الحياة..
فدعونا نتغير معا في..
-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- --
لماذا تقدم الأمريكان وتخلفنا نحن؟
نظريات
عديدة تكلمت عن هذا الموضوع.. وهذا هو نفس موضوع كتابي الجديد الذي لا
يريد أن ينتهي.. لذلك قررت أن أعرف الإجابة هناك وأكلمكم عن بعض ما لاحظت.
1- ثقافة الماضي
بدون تذاكر, دخلت المتحف السميثسوني للتاريخ الأمريكي Smithsonian national museum for American history باحثا عن إجابة شافية..
لم أكن أعرف.. أن أول قطعة ستقع عليها عيناي, هي التي تحمل الإجابة!
هيكل بلاستيكي يستعرض الأعضاء الصناعية التي استطاع العلماء استبدالها في الجسم البشري.
هذه القطعة موضوعة في المتحف لأنها قطعة تاريخية.. فيعود تاريخها (وركز معايا كده) إلى:
أواخر التسعينيات!
(الشرح المكتوب تحت هذه القطعة)
توقفت كثيرا أمامها مفكرا..
فعلا.. التسعينيات جزء من الماضي, فلماذا نحن متعجبون؟!
الحقيقة هي أن الأمريكان دائما يتقدمون..لابد أن أكون هذا العام أفضل من العام السابق.. أمريكا اليوم ليست هي أمريكا التسعينيات.
هكذا يفكر المواطن الأمريكي العادي أيضا.. لابد من أن أطور قدراتي كي أكون أفضل بمضي الوقت, لا أن أظل كما أنا.
حين سجلت اسمي في الاتحاد الأمريكي للإدارة, لاحظت أن الأمريكيين الذين
سجلوا للدراسة هناك, أكثر من الدارسين في أي مركز آخر عندنا في مصر.. لابد
أن يطور الموظف قدراته ويعرف الجديد في الإدارة أو التسويق أو المبيعات أو
أيا كان مجاله.. لابد أن أطور من نفسي كي أحظى بفرصة أفضل وعمل أفضل ودخل
أفضل..هذه هي الحياة..
فهل هكذا نفكر نحن؟
بالطبع لا..
التغيير لابد أن يكون بطيئا.. المتاحف تحتوي على قطع يعود تاريخها إلى 7000 عام, وكأننا لا نتقدم إلا بمرور آلاف السنين!
وهكذا يفكر المواطن العادي أيضا.. تغيير الوظيفة أو استكمال الدراسة أو أي
خطوة أخرى للتقدم, يعتبر خيالا علميا في حياتنا.. لأننا لا نريد أن نتغير,
ومن ثم لن نتقدم.
2- ثقافة الولايات (المتحدة)!
في الولايات المتحدة زرت واشنطن- فرجينيا- نيو جيرسي- نيويورك..
ولاحظت شيئا لم أكن أراه بهذا الوضوح من قبل.
وهو أن كل ولاية مختلفة عن الولاية الأخرى.. في المعمار وطبيعة السكان، وحتى في القوانين وتراخيص العمل وبعض قوانين المرور!
الفكرة هي أن سر نجاح الولايات المتحدة هو أنها ولايات متحدة!
مجموعة من الشعوب اجتمعت معا, واستطاعوا أن يتقبلوا خلافاتهم, وقرروا أن يتعاونوا معا كي يكونوا شعبا واحدا.
الاختلاف هو الذي يجعل الأمم أقوى.. لأنها تكون أكثر ثراء وإبداعا..
لكن في شعوب لا تتقبل الاختلاف وتريد للجميع أن يكونوا (طبق الأصل).. لا تتوقع أن يحدث أي تقدم.
فالفكر الجديد هو الفكر القديم، وهو الجمود الذي استمر لمئات السنين.
تقبل الآخرين.. تقبل الثقافات الأخرى..
لو تأملت مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، وتأملت كل ولاية على حدة.. قد تتحسر حين تخطر على بالك فكرة:
الولايات المتحدة العربية!
لماذا لا نستطيع أن نتحد إذن؟
ما رأيك أنت؟