نصفُ الدواءَ لغيرنا فيريحهم
ونظلُ نشكوا معشرَ الشعراءِ
عجزَ البيانُ كأنَّ موجاً يشتكي
شوقاً إلى صخراتِه الصماءِ
لا الصخرُ يسمعُ أنةً تَعْلوا له
والموجُ يُتِبعُ صرخةً بنداءِ
لا الموجُ يقنعُ بالتطامِهما معاً
أو قبلةٍ في غفـلةِ الــرقباءِ
لكنه يصــلُ النداءَ باّخـــرٍ
وكذا أنا ياحســرتي وبلائي
عفواً فقد طالَ الحديثَ ولم تزل
تتلى على أسماعكم أنبائــي
*-*-*-*-*
من مبلغِ الأحبابِ أنى بعدهم
في حالةٍ رقتْ لها أعدائي
أمسيتُ مهمومَ الفؤادِ مُسَّهداً
تَثِبُ الجراحُ تنام فوق ردائي
وكأنما الأحلامُ بعد فراقهم
مثل الهمومِ تذمها أعضائي
يالوعةً ملكتْ جميع مفاصلي
محمـومةً موصـولةً ببقاءِ
*-*-*-*-*
ماكان في خَلَدي فراقكم وما
كان الجفا يبقى على أحشائي
لكن إذا نال الجفا من عشقنا
نارِ الصبابةُ تستبيحُ فضائي
فأغيب عن وعيي وأكره لذتي
ويموتُ ضحكي والسرورُ ورائي
وإذا شكت عيني لعين أحبتي
نارَ الجفا وشماتةَ الأعداءِ
تبكي العيونُ جميعُها ويلوحُ لي
بعد البكــا أملُ بقــربِ لقاءِ
*-*-*-*-*
ياساكني الجوزاءِ طالَ غيابكم
فمتى اللقا ياساكني الجوزاءِ
قَسَّمتُ أيــامي بعــدلٍ بيننا
يومانِ: يومً لقا ويومَ تناءِ
لكن وقد طال الفراقُ فإنني
عَنَّفتُ شوقي وانتهكت وفائي
إن لم أنل قرباً بجرحي في الهوى
إن لم انل بوحاً بطولِ عناءِ
فلتغربِ الشمسُ التي أحببتها
وليقتلن حبُّ البقاءِ بكائي
حاربتُ أشجاني ودستُ كاّبتي
ومــرارتي وتعنُّتي بحـذائي
الحبُ كانَ ... ولم تزل تتلى لهُ
اّياته في حضرة الشعراءِ
قد ينقضي صبري وتنفذ أدمعي
لكنما عشقي من الأحياءِ
عفواً إذا حاولتُ وصفاً فالذي
يبغي العلا يرنوا الى الجوزاءِ
يالائمي مهلاً فذكر أحبتي
يسري ككلِ قصيدةٍ بدمائي