الحلقه
77
مؤمن: مني ,كنت عايزك ضروري.
مني: فيه ايه؟.
مؤمن: تعالي بس موضوع مهم .
دخلت غرفته وهي تبتسم في خبث,وهو يغلق الباب خلفها.
منى: ايه؟؟, موضوع سارة تاني؟.
مؤمن: لا يا لمضة, مش عشان الموضوع دا.
فجلست وهي تقول.
منى: هيكون ايه يعني؟, وانت بتعرفني الا عشان مصلحة؟.
جلس قبالتها وهو يقول.
مؤمن: ياستي المصلحة المرة دي عشانك انتي.
منى:.................
مؤمن: من غير لف ولا دوران كدة,... بصراحة جايلك عريس.
دهشت مني بشدة من كلماته المباشرة, وتلجم لسانها لحظات.
مني: انت بتقول ايه ؟, عريس مين؟.
مؤمن: هو حد انتي تعرفيه, بس انا مش عايز اقلك الا لما تاخدي نفسك الاول وتركزي معايا, وبطلي تلعبي في الملاية.
تركت مني ملاءة السرير, التي كانت تقبض عليها في توتر, دون ان تدري انها تفعل ,وفكرت في قلق.
م*يارب استر, يارب مايكونش وائل
منى: مين العريس يا مؤمن ؟,انا هادية اهه.
مؤمن: وائل, الي كنتي بتاخدي عنده درس.
م*ليه كده بس!!!
صمتت مني ,ونظرت اليه في حذر.
منى: وانت رأيك ايه؟.
مؤمن: انتي كنتي عارفة حاجة؟.
منى: ابدا, والله العظيم ابدا ,وماليا دخل في الموضوع دا.
مؤمن: انا مش بسألك ليكي علاقة بيه, انا بسأل تعرفي حاجة ولا لأ, يعني كان
مثلا معجب بيكي قبل ما اعرفه, ولا عايزك عشان اختي, عشان بس افهم.
منى:معرفش, انا ايه الي هيعرفني, اسأله؟.
مؤمن: ايه يا مني؟, عايزة تقنعيني ان البنت مبتعرفش الولد معجب بيها ولا لأ؟.
منى: انت عايز توصل لايه يا مؤمن؟, انا مش هتكلم معاك ,وانت بتتهمني بالشكل ده.
مؤمن: انا قلتلك حاجة؟, انا بسأل, طيب سيبك من السؤال ده, خليكي معايا,انتي رأيك ايه؟.
منى: انا طول عمري ببصله على انه استاذي, مببصش عليه حاجة تانية يعني,مش في دماغي اكيد.
مؤمن: ماهو اكيد مش هتتجوزو كده م الباب للطاق يعني, طبعا هتعدي معاه
وتتكلمو, وتشوفيه كبني ادم, كعريس, مش كأستاذ, وتدي رأيك فيه, وساعتها
تقرري, انا مبسألكيش عشان حاجة, وابقي غبي لو استنيت منك رد,من غير
ماتتكلمو,بس انا بقلك عشان يبقي عندك فكرة.
منى: بس انا مش مستعدة ........ومش عايزة,...انا لسه صغيرة.
مؤمن: انا مقلتلكيش حاجة, انا بقلك شوفيه, وشوفي نفسك وفكري, متتسرعيش
وتجاوبي اجابات غبية, وانا اوعدك مش هأثر عليكي برأيي, مع اني شايفه انه
بني ادم ممتاز, بس المهم انتي تكوني مستريحة,انا ماقلتش لحد في البيت لسه,
فكري وابقي ردي عليا.
قامت منى من امامه ممتقعة الوجة, وأومأت برأسها تفهما ,وهي تجر قدميها
للخروج من الحجرة ,قبل ان يكلمها في شيء اخر, وقبل ان تصل الي الباب
,ناداها مؤمن.
مؤمن: مني,.....انتي لسه بتفكري في احمد؟.
امتقع وجهها اكثر,وهي تلتفت لتجيبه.
منى: لا طبعا.
مؤمن: اتمني متفكريش في الموضوع دا خالص وانتي بتفكري, واستخيري ربنا كده وابقي ردي عليا, عندك استعداد تشوفيه ولا لأ.
منى: طبعا.
واستدارت وخرجت من غرفته , قبل ان يري مدي كذب عينيها.
*********************
انتظر احمد امام مبني
لجان امتحان كلية الالسن, بعد ان تأكد من مكان لجنة امتحان مريم, وشعر
بالارتباك وكأنه ينتظر فتاة لأول مرة في حياته, لقد حيرته هذه الفتاة
كثيرا, وشعر بالشك قليلا في وصف سامي لها, لا توجد فتاة بهذه المواصفات
ابدا,وان كانت, فلا ريب انها فتاة مثل كل الفتيات, كلهن متماثلات, وهو لن
يتواري عن التعرف عليها ,حتى ولو كانت رئيسته بالعمل.
لمحها تخرج وحدها من اللجنة , وتسير في شموخ, وجها الجميل يشرق بنصف
ابتسامة ,وهي تحيي بعض من اصدقائها, وتتخطاهم, جمع شجاعته, ودفع نفسه
للاقتراب منها.
احمد: مريم.
التفتت مريم في استغراب, وظهر على وجهها شيء من السأم ,حين رأت انه احمد.
مريم:...................؟.
احمد: انا كنت هنا عند جماعة اصحابي , عرفت انها امتحانات سنة رابعة,قلت
مين اعرفه في رابعة , افتكرتك, قلت اجي اسلم عليكي, ايه؟,الامتحان كان
ايه؟.
مريم: بتسأل ليه؟.
اندهش احمد من برودها الواضح في جوابها, وقال محاولا تبرير موقفه.
احمد: اااا...ابدا, ...انا كنت بطمن عليكي,... بس.
اعتدلت مريم, وعقدت ساعديها, وارتسم على وجهها نفس التعبير الذي رآه في الشركة, وبدأ يشعر بالقلق فعلا.
مريم: بص بقي يا اسمك ايه انت, احمد!!, انت شكلك من العيال الهايفة بتوع
الجامعة باين, وانا مكانليش صبر اني اتعامل مع الاشكال الي زيك اربع سنين,
عشان كده مكنتش باجي كتير, عشان اوفر على نفسي لعب العيال ده, يا احمد انت
شكلك مفيش بنت هزأتك قبل كدة, بس انت فعلا محتاج حد يوقفك عند حدك, لو
فاكر انك هتقرب مني بانك تجيلي في الامتحانات, وتعاملني كأننا اصحاب في
الشركة, فتبقي غلطان اوي, انا مش عارفة انت بتحاول تثبت لنفسك ايه, ومش
عايزة اعرف, بس لو فاكر انك بالشكل ده هتكلمني او تصاحبني , فواضح انك
.......مش عارفة اقلهالك ازاي ,انت غلس, صح ؟, هي غلس!!!!,وفاكر نفسك
ظريف, فانا بقي مش مستحملة غلاسة خالص, وخصوصا انك اكيد هتشوفني في الشركة
كتير, فعشان توفر على نفسك احراج كبير بعدين, بطل تتعرضلي في كل مكان
بالمنظر دا.
شعر احمد بالغضب الشديد, بعد ان تعرض للاهانة وللمرة الالف على يد مريم,
وثارت حفيظته, ولم يخفي انفعاله, وقرر الرد عليها,فقال بانفعال.
احمد: انتي فاكرة نفسك مين يعني؟, عشان تكلميني بالطريقة دي, انتي فاكرة
ان ممكن تقلي زوقك على الناس ويعدوهالك, ليه يعني؟,انتي واخدة في نفسك
قلم, بس فوقي لنفسك, انتي متعرفيش انا مين ولا ايه؟.
مريم: لأ ,عارفة كويس انت مين وتطلع ايه, انت واحد فاشل بقاله ميت سنة في
الكلية, كائن مستهلك, ومفيش امل يكون منتج, لان حتى الشغل الي وصله كان
واسطة, مفيش اعتماد على النفس, من النوع الي تجيب الشغل ورا, مش تتقدم
بيه, فاكر نفسك فالانتينو, عشان شكلك جميل وبتلبس حلو, وفاكر انك عشان
بوبيولار في الجامعة, تبقي انت حاجة, عشان كدة مش عايز تخرج منها, لان لو
خرجت, هترجع تاني لحقيقتك, صفر علي الشمال, مالكش قيمة في الدنيا, ومش
عايز يكونلك قيمة, وبتحب انك تحس بقيمة نفسك, لما تعرف بنات , بس دي حاجة
تقل من قيمتك, لانك انت الضعيف, انت الي محتاج ليهم عشان يحسسوك انك ليك
لزمة, مش هما الي محتاجينلك, وبعدين انت متحبش انك تتغير, لانك مبسوط انك
صفر علي الشمال, ومش عايز ابدا انك تكون على اليمين ويكونلك قيمة.
بهت احمد من الاهانات التي انهالت عليه من الفتاة, التي نظرت له بعد
كلامها, كأنه حيوان ضعيف يستحق الاشفاق, وانصرفت تهز رأسها في استسلام,
شعر بالحزن والغضب والاندهاش وراوده شعور مؤلم بأنها على حق, وظل متسمرا
طويلا ,بعد ان ذهبت, وعقله متوقف.
أ*لااااااااااا, دي زودتها اوي
.....................
ايمو!!!
ايوة
البت دي مسحت بيك الارض, وانت ساكتلها
كنت هعملها ايه يعني؟
كنت تهزئها , تشتمها, ترد عليها, انت معملتش حاجة , انت اتخرست
البنت عندها حق
عندها حق ايه؟, دي مجنونة
لا, انا فعلا زي ما قالت , صفر على الشمال
انت فعلا صفر على الشمال دلوقتي ولانك معرفتش تسبتها,ولا حتى ترد عليها,
حتة بت مالهاش لزمة تضايقك انت كدة, طيب طز فيها, شفلك اشتغالة تانية,انت
هتغلب يعني؟, من امتي؟,دانت ايمو
بس سيبني في حالي ,انا متضايق اوي
اوعي تضايق نفسك, وشوف مصلحتك, شوفلك بنت ,متبقاش كده ايدك فاضية
"ايه دا؟, مش معقول؟, ايمو في الجامعة".
التفت احمد يواجة صاحبة الصوت ,فإذا بها نورا.
احمد: اهلا.
نورا: ياااه يا ايمو, دانا ماشفتكش من زمان, وحشتني...قصدي , وحشتنا .
احمد: اه, مكنتش باجي, امال رشا فين؟.
نورا: مجتش النهاردة, مفيش امتحان, انت متعرفش اختك امتحاناتها امتي؟.
احمد: لأ.
نورا: بس كويس اني جيت النهاردة ,عشان اشوفك,انت عندك امتحان؟.
احمد: لا,.....طيب يا نورا, سلام انا عشان عندي شغل.
واابتعد عن الفتاة لينصرف.
أ*انت هتمشي كدة محروق دمك؟,شوف شغلك
توقف قليلا عن السير, والتفت مرة اخري لنورا التي لم تتحرك من مكانها,ونظر اليها مليا ,قبل ان يقول.
احمد: انتي معاكي نمرتي؟.
نورا: لأ.
عاد اليها,وهو يخرج تليفونه.
احمد: انا ازاي مخدتش بالي, اني مش معايا نمرتك؟.
ونظر اليها مدققا بمزاح, قبل ان يقول.
احمد: انتي احلويتي؟, ولا انتي حلوة من يومك؟.
******************
سارة: وهتعملي ايه؟.
منى: معرفش, انا مقلتلوش ان وائل كان باين عليه جدا, وانا مش عارفة اعمل ايه؟.
ميرنا: تبقي مجنونة لو موافقتيش.
سارة: توافق ايه يا هبلة انتي؟, هي المواضيع دي بتتاخد كدة؟, مش لازم تشوفه وتقعد معاه.
ميرنا: يا سلام ؟, على اساس اننا مشفناهوش وقعدنا معاه ميت مرة, هيكون فيه ايه جديد يعني؟, دا وائل.
سارة: يابنتي , انتي عبيطة؟, هو انتي لما جيتي تتخطبي, اتقدم ووافقتي كده على طول؟, مش لازم تتكلمو الاول؟.
منى: خطوبة ايه؟, انتو بتتكلمو في ايه؟, انا بقولكو اعمل ايه عشان اخلص منه, عايزين تدبسوني؟؟.
سارة: انا بقلك المفروض تكوني عاقلة , وتعرفي انتي عايزة ايه الاول.
منى: انا عايزة احمد.
ميرنا: يخرب بيتك, انتي مش هتبطلي, احمد ايه وزفت ايه؟, شوفي حياتك بقي ومستقبلك, احمد دا .........
قاطعتها مني بحدة.
منى: يا ميرنا, انتي متعرفيش يعني ايه تكوني بتحبي واحد وهو بيحبك ,ومش عارفين تطولو بعض.
نظرت ميرنا خلف مني ,وقالت.
ميرنا: طب اتفضلي يا ستي الي بيحبك, ماشي مع نورا.
التفتت مني وقلبها يخفق, لتجد ماقالته ميرنا صحيحا, وجدت احمد يسير ضاحكا مع نورا ,وبدا انه يغازلها.
سارة: ودول ايه الي لمهم على بعض؟.
ميرنا: يعني هو هيغلب؟, اكيد مستحملش يعد فاضي.
قالت مني ,وهي شاردة تنظر ناحية احمد.
منى: ومين قال انهم مع بعض, اكيد بيكلمها عادي, انتو ايه؟, على طول شكاكين؟.
ميرنا: تحبي اروح اسألهولك؟.
ادارتها سارة بعيدا عن نظر احمد.
سارة: يلا بينا يا مني متنحيش له كده, هيشوفك.
اشاحت مني بوجهها بعيدا وهي تتألم, قد يكون ما يقولونه صحيحا, وقد يكون
احمد مع نورا او مع أي واحدة, وهي لن تتحمل هذا, يجب ان تحدثه, يجب ان
تتأكد.
سارة: انا بقلك جربي, مش هتخسري حاجة, ايه يعني لما تعدي مع وائل؟, شوفيه,
دماغه ماشية ازاي, واكيد محدش هيغصبك على حاجة, معادش فيه بنات بيتغصبو
على الجواز يعني, ولو معجبكيش قولي لأ, بس لسبب مقنع, لو قلتي لأ من
دلوقتي اخوكي هيشك, وافقي مبدئيا انكو تتكلمو وبعدها تقرري, واستهدي بالله
كده وصلي استخارة, ومش اخرالدنيا يعني , مانتيش اول واحدة تنزل تشوف عريس.
زفرت منى نفسا عميقا, وقالت.
منى: ربنا يسهل.
ميرنا: يلا نمشي عشان التحفة شافنا.
التفتت منى تنظر اليه.
م*هو ينفع؟, ينفع يعني اسيبك يا احمد؟, طيب هحبه ازاي وائل ده؟, وياتري هقدر انساك؟
نظر احمد الي مني وتأكد انها تنظر اليه هو, لا خلفه ولا بجانبه,توقف ووضع كفيه في جيبه يفكر.
أ* ايه يامني؟, بتبصيلي كده ليه؟, ايوة ماشي مع نورا, بحبك اه, بس هعمل
ايه يعني؟, مش في ايدي اعملك حاجة دلوقتي, انا طلعت صفر على الشمال, انتي
متنفعينيش, او انا الي منفعكيش, هتفضلي في قلبي, وربنا يستر بقي عليا
وعليكي