]>>> تابع (الجزء الثاني)
.
.
فلما الشيطان يقوم بدوره ..
العملية بتنتقل للمرحلة التالية ...
ألا و هي (التعلق) أو (عشق الصور) ...
و دي حاجة سهلة خالص .. مش عاوزة شيطان كمان ..
و أقول لك ليه ..
فاكر جنابك لما كنت لسه في مرحلة (بامبرز امتصاص أكثر ) ؟؟
و عايش في (حضن ماما) ,
و كل من هب و دب في (العيلة الكريمة) قارفينك في عيشتك من البوس اللي (بيلزق) ,
و الحضن اللي (بيوجع) و الحاجات دي ؟؟
و أول ما تقريبا وصلت الثانوي –أو حسب الظروف عندكم- و (شنبك خط في وشك) و بقيت (شحط قد الدنيا) .. هتلاقي عملية الأحضان و البوس و العواطف دي قلت قوي –ده إذا السيد الوالد ما بقاش يديلك باللي في رجله - , يعني من الآخر .. العاطفة اللي كنت غرقان فيها و انت طفل كلها تقريبا (ذهبت مع الريح) .. و انسحبت منك مرة واحدة ... –و ده للأسف غباء مستحكم في الثقافة بتاعتنا لما الواحد يبقى قرّب يبقى راجل .. ما حدش بيعبره زي زمان – فالطبيعي إن حاجة سحبوها منك , سيكون قلبك (فارغا) يبحث عما فقد , يمكن يلاقيه عند أي حد .. و يسد بيه الفارغ اللي جواه ده .. –ده بطيب نية طبعا , و بطريقة تلقائية لا واعية- , فالشيطان بكل بساطة مجرد يقول له : شوف البنت دي .. دي (مؤدبة جدا جدا) و أفكارها و ميولها زي أفكارك ..
أكيد هي دي (خميسة .. برنسيسة أحلامك) ,
و طبعا قلبك (الفارغ) لما يصدق يسد الفراغ الي جواه –بشكل لا واعي- فيخلي جنابك ما تستحملش الفرحة و تروح (حابب على نفسك) على طول .. كما يقول الشاعر :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلبا خاليا فتمكنا
ويقول ابن القيم رحمه الله: "القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق فإنه يتمكن من القلب الفارغ"
فيروح حبها (مكلبش) جوه قلبك , و تحس (بالشوق و عذابه و ناره) لما تغيب عنك , و أما تكون بعيدة تقعد (تحضر كلام تقوله) , و لما تكلمك –الكلام العادي في مجال العمل مثلا أو تقرأ كلامها في المنتديات مثلا أو ... – تحس إنك (طير في الهوا) و إن الفرحة مش سايعاك ..
هو ده بقى الحب (يا مرسي) .. قصدي .. (العشق المحرم) –لازم العشق معاها المحرم و هتعرف ليه- ,
قال ابن القيم - رحمه الله - :
العشق هو الإفـراط في المحبة ،
بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق ،
حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه ،
بحيث لا يغيب عــن خـاطـره وذهنه ،
فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية فتتعطل تلك القُوى ،
فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُـزُّ دواؤه ويتعذر ،
فتتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ،
ويختلُّ جميع ذلك فتعجـز البشر عن صلاحه ، كما قيل :
الحـبُّ أولُ ما يكـون لجاجـةً *****تأتي بـه وتسوقــه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لُججَ الهوى*****جـاءت أمـور لا تُطاق كبار
والعشق مبادئه سهلةٌ حلوةٌ ، وأوسطه همٌّ وشغلُ قلب وسقم ، وآخره عَطَبٌ وقتلٌ . إن لم تتداركه عنايةٌ من الله كما قيل :
وعش خاليا فالحب أوله عنى **** وأوسطه سقم وآخره قتل
وقال آخر :
تولّهَ بالعشق حتى عَشِق ***** فلما استقل به لم يُطِقْ
رأى لجةً ظنها موجـةً ***** فلما تمكن منها غَرِق
والذنب لــه ( أي للعاشق ) ، فهو الجاني على نفسه ، وقد قعد تحت المثل السائر : يداك أوكتا وفوك نفخ . انتهى كلامه - رحمه الله - .
-عارف إنك مش فاهم آخر جملة دي .. يعني يداك ولعت النار ... و بقك نفخ فيها خلاها تشعلل –
و طبعا أضرار التعلق بـ(حبيبة القلب) دي كتيرة جدا ..
قال محمد بن أبى بكر الدمشقي ( إن آفات الدنيا والآخرة أسرع إلى عشاق الصور " عشاق الحب العاطفي "من النار فى يابس الحطب)
وقال أخر:- ( العشق الحرام بمنزلة الهادم للأبدان... إن وقعت فيه قتلك وإن أكثرت منه قتلك)
و لله در العلامة ابن القيم حين قال وهو يتحدث عن هذه المفاسد فقال :
أحدها : الاشتغال بحب المخلوق وذكره عن حب الرب تعالى وذكره ، فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا يقهر أحدهما الآخر ويكون السلطان والغلبة له .
الثاني : عذاب قلبه بمعشوقه ؛ فإن من أحب شيئاً غير الله عُذّب به ولا بد كما قيل :
فما في الأرض أشقى من محب *** وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكياً في كل حين *** مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم *** ويبكي إن دنو حذر الفراق
فتسخن عينه عند الفراق *** وتسخن عينه عند التلاقي
والعشق وإن استعذبه صاحبه ؛ فهو من أعظم عذاب القلب .
الثالث : أن العاشق قلبه أسير في قبضة غيره يسومه سوء العذاب ، ولكن لسكرة العشق لا يشعر بمصابه .
الرابع : أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه فليس شيء أضيع لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور
الخامس : أنه ربما أفسد الحواس أو بعضها إما إفساداً معنوياًُ أو صورياً . أما الفساد المعنوي فهو تابع لفساد القلب ، فإن القلب إذا فسد فسدت العين والأذن واللسان ، فيرى القبيح حسناً منه ومن معشوقه ، فهو يعمي عين القلب عن رؤية مساوئ المحبوب وعيوبه ... اهـ رحمه الله .-
شايفة بقى القمـر يا ليلى .. قصدي شايف بقى (الحب و سنينه) ؟ -اللي هو العشق يعني .. احنا لسه ما اتكلمناش على الحب خليك فاكر - .. عاوز تصدق أكثر إن ده مش اسمه حب .. و إن ده تعلق و عشق بس .. ؟؟؟
هات ورقة و قلم .... و جاوب السؤال التالي :
السؤال هو : اذكر 5 عيوب في (الجيرل فريند ) بتاعتك .. !!!
اذكر يا معلم .. و لا مش عارف ؟؟ !!
شفت بقى ؟؟ ما هم قالوا من زمان .. اسمع قالوا ايه :
كانوا يعرّفون العشق فيقولون أنّه: "الميْل الدائم بالقلب الهائم، وإيثار المحبوب على جميع المصحوب، وموافقة الحبيب حضوراً وغياباً، وإيثار ما يريده المحبوب على ما عداه، والطواعية الكاملة، والذكر الدائم وعدم السلوان.." ويترتّب عنه "عمى القلب عن رؤية غير المحبوب، وصَمَمهُ عن سماع العذل فيه". –العذل يعني اللوم , يعني ما يصدقش إن له عيوب , أو شايف محاسنة أكثر من عيوبه- ,
وأما دواء هذا الداء العُضال :
فقال فيه ابن القيم - رحمه الله - : ودواء هذا الداء القتال أن يعرف إن ما اُبتُليَ به من هذا الداء المضاد للتوحيد ؛ إنما هو مِن جهله وغفلة قلبه عن الله ، فَعَلَيْهِ أن يعرف توحيد ربِّه وسُننه وآياته أولا ، ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بم يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه ويُكثر اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه ، وأن يرجع بقلبه إليه وليس لـه دواء أنفع من الإخلاص لله ، وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال : ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل بإخلاصه ، فإن القلب إذا خلص وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشقُ الصور ؛ فإنه إنما تمكن من قلب فارغ كما قيل :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلبا خاليا فتمكنا
وليعلم العاقل أن العقل والشرع يوجبان تحصيلَ المصالح وتكميلَها ، وإعدامَ المفاسد وتقليلَها ...
ومن المعلوم أنه ليس في عشق الصور مصلحة دينية ولا دنيوية ، بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف ما يُقدّرُ فيه من المصلحة ، فـليس شـيءٌ أضيعُ لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور :
أما مصالح الدِّين فإنها منوطة بِلَمِّ شعث القلب وإقباله على الله ، وعشقُ الصور أعظم شيءٍ تشعيثا وتشتيتا له .
وأما مصالح الدنيا فهي تابعة في الحقيقة لمصالح الدين ، فمن انفرطت عليه مصالح دينه وضاعت عليه ؛ فمصالح دنياه أضيع وأضيع . انتهى كلامه - رحمه الله - .
اممممم –أنا باكل بقّي و لا ايه ؟؟ - متهيأ لي كده إحنا اتكلمنا على (اللي مش حب) كتير .. صح ؟؟
ندخل بقى على (الحب الحقيقي) ...
اللي (بيعيش يا حبيبي)
.
.
.
يتبع الجزء التالت والاخير