[size=16]عندما ترى عزيزا عليك حزينا ... عندما ترى غاليا كئيبا مهموما ...
وليس بيدك شئ تفعله ... تتأمل ملامحه الحزينة .. فتزيدك حزنا ....
تشعر أن الهواء حزين من أجله ...
وأن البحر خامد من أجله ....
وأن الشمس عابسة من أجله ...
وأن القمر كئيب من أجله ...
تشعر أن كل شئ حزين من أجله .. وكيف لا ..؟ وهو العزيز الغالي على قلبك ...
كل حركة من جسده ...
أو رعشة من يده ....
تدلك على حزنه ...
تحاول أن تخفف عنه...
ولكن .. لاتستطيع ..
.......
الحزن كلمة نسمعها دائما ... نشعر بها دائما ... تملأ حياتنا دائما..
الحزن كالرياح .. تهب بعنفوان ومن غير رحمة ...
كالأمواج .. تتحرك غير آبهة بمن حولها ..
........
هل ياترى يعلم الحزن كم هو يحزننا ؟
وهل سيحزن إذا علم بحزننا ؟
.......
الحزن كلمة تحمل معاني عديدة ..
فالحزن الدائم يتغلغل داخل النفوس الرقيقة ..
وتتشرّبه الدماء النقية ..
ويتعمق داخل الأرواح العذبة ...
فينعكس حزن تلك النفوس والأرواح على حياتها .. وتصرفاتها ... وأفكارها ..
مهما حاولت إخفاء أحزانها .. أو التفرد بألآمها ..
.......
تلك الأرواح الحزينة الممتلئة رقةً وصفاءً .. عذوبةً ونقاءً ..
تتحرك في حياتنا وحولنا تاركة لمساتٍ واضحةً ... وبصماتٍ راسخةً ... وبريقاً رائعاً ...
تتحرك بروحانيةٍ عميقةٍ ... لا تدركها طاقات البشر الذين يلهثون خلف الماديات ...
تتحرك تلك النفوس الحزينة مجسدةً قيماً وأخلاقاً عاليةً ..
دموع تلك النفوس لآلئ تسقط من القلب إلى القلب ...
دموع تعبر عن صفاء النفس وعذوبتها ... عن رقتها وجمالها ..
دموع تحاول أن تشق طريقها في الحياة ... قبل أن تشق طريقها على الخدود ...
.....
ليت أصحاب تلك الدموع الرقراقة والأحزان الرفيعة من أحبابنا يمنحوننا أن نشاركهم ..
أن نسكب دمعةً تعبر عن إحساسنا بألآمهم ...
فالحزن للآخرين والتأثر بألآمهم نوع آخر من الأحزان ...
نوع جميل يعيش دائما مع الذات لا يفارقها . ..
نوع رفيع يعيش مع الأرواح ويتغلغل في دمائها ...
وأية أرواح هي ...؟؟
[/size]