يجب على كل فرد مسلم ألا يترك الأحداث تمر به دون أن يستفيد منها أو يفيد غيره بها، ونحن الآن أمام حدث مهم جدًّا، ألا وهو الحرب في غزة.
وبما أننا في إجازة نصف العام ولدينا الوقت فهي فرصة كي نحدد بعض الأهداف لنصرة غزة ونحاول تحقيقها في هذه الفترة بأقصى ما نستطيع، وأن نستمر عليها أيضًا بعد الدراسة إن شاء الله.
بدايةً.. تجلس الأسرة في بداية الإجازة وتحدد الأهدافَ المرادَ تحقيقُها، على سبيل المثال:
- التوعية السياسية وتوضيح القضية الفلسطينية وإفهامها أكبر عدد من الناس.
- تفعيل المقاطعة مع متابعة التطبيق العملي لها لأكبر عدد من الناس.
- بذل الأموال للجهاد ولإخواننا في فلسطين.
- انتفاضة إيمانية تصحيحية في العبادات والمعاملات والأخلاق لنا ولأكبر عدد من الناس.
وعلى كل فرد أن يُخرج ما عنده من أفكار إيجابية.
البرنامج المقترح
القرآن:
اختيار بعض سور القرآن التي تتحدث عن الجهاد والغزوات واليهود، مثل سور: التوبة، والأنفال، والأحزاب، ومحمد، والإسراء، ونقرر حفظ بعضها لنا وللأبناء؛ كلٌّ على قدر سنه، مع شرحها وسبب نزولها وربطها بما يحدث الآن في غزة وواجبنا نحوها ونحو المسجد الأقصى، ويمكن إعطاء الأبناء مكافأة في نهاية الإجازة لمن حفظ.
العبادات:
انتفاضات إيمانية تصحيحية في العبادات، خاصةً في الصلاة، وبالأخص صلاة الفجر في المسجد، وحث أكبر قدر من الناس حولنا على المحافظة عليها حتى ينصرنا الله على اليهود، وكذلك بقية العبادات والمعاملات، وكذلك صيام بعض الأيام والقيام والدعاء لهم.. فلننصر الله في أنفسنا حتى ينصرنا وينصرهم الله.
المطالعة:وذلك بقراءة بعض الكتب التي تتحدث عن فلسطين وتاريخها، واليهود وصفاتهم، وحقيقة الصراع على أرض فلسطين، وكيف حصل اليهود على وعدٍ من المحتل الإنجليزي ليكون لهم وطن في فلسطين، ثم نقل هذه المعلومات إلى أكبر عددٍ من الناس، ويمكن عمل بحث عن صفات الطفل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية.
التوعية السياسية:
يمكن للأب أن يجلس مع الأسرة ويتناقشون في المعاني الأساسية التي يجب أن نفهمها الفهم الصحيح ثم نبلغها للناس، ويمكن للابن أن يجمع أصحابه ويتناقش معهم الأب، وكذلك الأم مع صديقات بناتها أو جاراتها أو قريباتها.
وللعلم فإن النفس إن لم نشغلها بعظائم الأمور انشغلت بالصغائر؛ ولذلك فإن من يهتمون بالتوعية السياسية يتمتعون بأفق واسع يساعدهم على النجاح الدراسي، ولا ينشغلون بتفاهات الأمور.
استثمار الطاقة النفسية:
وهي الطاقة المشحونة في النفس؛ نستخدمها لنصرة إخواننا في غزة؛ وذلك بتقوية العاطفة بيننا وبينهم، وبالبذل والعطاء من أجلهم، وزيارة الجرحى الفلسطينيين في مستشفياتنا، ورفع الروح المعنوية لهم ولنا؛ فهي مؤثرة جدًّا، وكذلك الطاقة النفسية في الكره، مثل كره الكيان الصهيوني وأعداء الإسلام؛ فهذا حب في الله وكره في الله، وتوضيح معنى الولاء لأولياء الله والبراء من أعداء الله، وتوضيح كم كانت فرحتنا وافتخارنا بالبطولات التي أحرزتها المقاومة في غزة، وكيف أنهم بدءوا بالحجارة حتى وصلوا إلى الصاروخ الذي استطاعوا به أن يرعبوا الأعداء، وكذلك بيان الكرامات التي أيَّد الله بها المقاومة في الحرب.
الهوايات:
- هواية الكتابة والتأليف لمن يهوى ذلك من الأسرة: فيمكن أن يكتب قصيدة شعر عن غزة أو قصة عن أطفال الحجارة أو قصة توضح كيف حدث احتلال الصهاينة لفلسطين، أو كتابة مجلة حائط توضح الأحداث، أو كتابة رسائل من أطفالنا إلى أطفال غزة لرفع معنوياتهم.
- هواية التمثيل: بعمل مسرحية أو "اسكتش" عن شجاعة الطفل الفلسطيني وعن صمود الأم والأسرة الفلسطينية رغم الحصار.
- هواية الرسم:
* وذلك برسم لوحات مؤثرة عن الأحداث وتعليقها في المنزل أو العمارة أو المسجد أو المدرسة، وأيضًا لوحات عن المقاطعة وعن الإنفاق في سبيل الله.
* عمل ألبوم من الصور يُجمَع فيه الأحداث والمناظر المؤثرة في الحرب، وألبوم عن الشهداء.
* الحرص على وجود خريطة فلسطين في كل بيت ومعرفة الأماكن التي يسيطر عليها الصهاينة وموضع غزة وما حولها من المدن.
* تصميم شعار عن التضامن مع غزة يُطبَع ويلصق على الملبوسات والأدوات المدرسية.
- هواية الأناشيد: وذلك بسماع وحفظ الأناشيد الحماسية والجهادية التي تتحدث عن بطولات المقاومة ونشرها بين الأصدقاء.
- العمل التطوعي:
* وذلك بالتبرع بالدم والذهاب إلى النقابات التي ترسل المعونات إلى غزة والمشاركة في فرز الدواء وتعبئته ووضعه في الشاحنات.
* وبالمشاركة في المعارض الخيرية لصالح غزة، سواء بالبيع أو الشراء أو عمل أشياء في البيت ثم عرضها في المعرض، مثل الرسومات الفنية، واللوحات الخشبية، والمشغولات الفنية، والحلويات، والمربات، والمخللات... إلخ وعرضها لصالح غزة.
- تفعيل المقاطعة: ويشترك فيها كل الأسرة؛ وذلك بطبع قائمة المقاطعة وبيان الحكم الشرعي بأنها واجب وفرض عين أجمع عليه علماء الأمة، ثم توزيعها على أكبر عددٍ من الناس وحثهم على توزيعها، وتعليق ملصقات عن المقاطعة.
- صندوق الجهاد أو (الأقصى) لا التبرع:
* وذلك ببذل المال للجهاد، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه؛ فالأم يمكنها الاستغناء عن بعض ذهبها وتقدمه للجهاد.
* الاقتصاد في المأكل والمشرب والملبس لصالح الجهاد؛ بأن ينفق الأبناء من مصروفهم ويقتصدوا في حوائجهم لصالح الجهاد، ويحثوا من حولهم على ذلك.
* يمكن عمل مسرحية للأطفال عن المقاطعة وعن الإنفاق للجهاد.
* يمكن لكل أسرة أو عائلة أن يكفلوا فلسطينيًّا وهو في بلده، أو تحديد مصروف يومي لطفل في غزة ويوضع في صندوق غزة.
- الحاسب والإنترنت:
* المشاركة في المدونات والـ"فيس بوك" والرسائل الإلكترونية لتوضيح القضية والرد على الشبهات، والدعم المعنوي عن طريقها لأهلنا في غزة.
* المشاركة في المداخلات في القنوات الفضائية وفي الاستفتاءات التي المواقع الإلكترونية.
زيارة للرحم:
لأن العطلة فرصة لهذه الزيارات؛ حتى نؤجر عليها، مثل زيارة الأسرة (العم أو الخال أو تجمع العائلات)، وفي هذا التجمع يمكن إجراء حوارات حول القضية ونوضحها والحديث عن المقاطعة وكل ما يخص هذا الحدث؛ حتى نؤثر في غيرنا وندلهم على المواقع الإسلامية والفضائيات المحترمة الصادقة.
حفلة نهاية الإجازة:
يحضر فيها إما الأسرة أو العائلة الكبيرة أو الأصدقاء، ويكون لها برنامج، وكل فقراتها لنصرة غزة، وتتضمَّن آيات من السور التي سبق ذكرها، ونشيدًا حماسيًّا وأسئلة عن فلسطين وجوائز لها.
وعمل "اسكتش" أو مسرحية لنفس الهدف، وفي نهاية الحفل تعرض الأهداف التي تحققت لنصرة غزة خلال العطلة، على أن يستمروا عليها أثناء الدراسة مع زملائهم ومدرسيهم.
كما يمكن أن يُتَّفَق على صيام يوم الإثنين أو الخميس وعمل إفطار جماعي بنفس البرنامج السابق مع مكافأة لمن حقق أهدافًا أكثر.
وهكذا.. لو استثمرنا العطلة في مثل هذه الاقتراحات نكون قد قدمنا شيئًا ننصر به إخواننا في غزة، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه، ونسأل الله القبول.