شيء مبهر... أشكال رائعة... أحدث التصميمات... مختلف الألوان
والأحجام... غوايش... سلاسل... خواتم... وأما الأسعار فمفاجأة.... يتراوح
سعر القطعة من 30 إلى 150جنيه وأحيانا يتعدى ال 300 جنيه حسب الجودة
والحجم...
ودهب كمان..
لكنه صيني..
فبعدما أصبح كل ما في مصر صيني من أول السيارات حتى الأقلام الرصاص
وبنس الشعر... واستكمالاً للمنظومة واستغلالا لسمعة رخص السلع الصينية
وغريزة المصريين لامتلاك الذهب الذي يمثل حصن الأمان بالنسبة لهم ضد غدر
الزمن انتشر في مصر مؤخرا وخاصة الإسكندرية ما يسمى بالذهب الصيني.
بطبيعة الحال لاقى هذا الذهب المزعوم رواجا غير مسبوق خاصة حين ادعى
بائعوه أنه ذهب عيار 8 و12 وأنه يباع بالجرام في المحلات الكبرى... بل
وأضافوا أن له ختم دمغة.
توقع مروجي هذا النوع من الذهب المزيف الذي لا يرقى عن كونه نوعاً
متقناً من الإكسسوار أن ينتشر بسرعة بين الطبقة تحت المتوسطة والشعبية
خاصة وأن ما يسمى بالذهب القشرة منتشر في تلك الأوساط وهو ما حدث لعدة
أسباب فكما تقول "عزة" لقد عوضها هذا النوع عن الغلو الشديد لسعر الذهب
الحقيقي وجعل في استطاعتها أن تتزين بأحدث التشكيلات والموديلات العالمية.
وكما أضافت صديقتها "منى" إنهم كانوا يرون أشكال وألوان المجوهرات في
المحلات دون أن تجرؤ إحداهن على الحلم بامتلاك أي قطعة منها؛ لكن الذهب
الصيني حل المشكلة وأضاف لها مظهراً من مظاهر الثراء. كما أكدت أن ابنة
عمها اشترت شبكة بسيطة في خطوبتها، وأكملت الباقي من هذا النوع لتضيف قيمة
لشبكتها وعريسها أمام الجيران والأصدقاء، وترى هي شخصيا أن هذا الحل كان
رائعاً وخاصة أننا بلد فشخرة ومناظر وبس.
لكن كانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد أن هذا الذهب انتشر أيضا بين
الطبقة الفوق المتوسطة والراقية انتشارا سريعا. ولاقى رواجا وسوقا في أشهر
أندية الطبقة الراقية. كما تم بيعه في بعض معارض الخيم الرمضانية في أفخم
المناطق. فهو كما تقول "داليا" يمثل نوعاً من التغيير والتجديد لمقتنياتهم
من المشغولات الذهبية. وهو لرخص سعره يمثل نوعا من الأمان لعدم خوفها من
فقده أو سرقته...
لكنها متأكدة تماماً هي وصديقتها أن هذا الذهب الصيني لا يزيد عن كونه
نوعاً من الإكسسوار " ده حتى لونه وشكله واضح جدا" كما أضافت. أما "ريهام"
فترى أنه إهدار للمال؛ حيث إن أسعاره مبالغ فيها بالنسبة لأسعار
الإكسسوار، كما أنها تخاف إن لبسته ابنتها أن تتعرض للسرقة أو الخطر لسبب
تافه إذا ما ظنوه ذهباً حقيقياً.
وبسؤال الدكتور "محمود فتحي" أحد كبار المتخصصين في الذهب والمجوهرات
أكد بشكل قاطع أن هذا الذهب الصيني لا يمت للذهب الحقيقي بأي صلة. وأنه
ليس سوى نوع من المعادن الرخيص مصنع بمهارة ومطلي باللون الذهبي، وأن لا
صحة لما يقال بأنه عيار 8 أو 12 مثل الذهب الأوربي. كما أكد أن جميع محلات
الذهب لا تتعامل مطلقا مع هذا النوع من الذهب المزعوم بيعا أو شراءاً، وأن
لا دمغة له ولا قيمة مادية. وأنا بائعيه أطلقوا هذه الإشاعة للترويج له
ليس إلا؛ بدليل أن هذا النوع يباع بدولة الإمارات والسعودية على أنه
إكسسوار عادي وبأسعار زهيدة ليس مبالغاً فيها مثل هنا.
نجوى حسين